( رام العلا )
رام العلا وإن كان ثمنه غالياً ورومه له أيسر من صعود غيره إليه .. فهو بالنسبة له سهل لشرفه وعراقة مبدأه وسمو نبضاته ...
يتحدى خضوع الإنسان وإن كان إنساناً تتجلى فيه سمة الضعف الإنسانية .. ولكن تربيته تربية فاضلة علمته الشرف وقيمته وعلمته الخيط الدقيق الفاصل بين الأمور فيحاول دوماً أن لا يقطعه بل إذا شد الآخرون ذلك الخيط أرخاه وإذا أرخوا شد .. وهذه سياسة الحياة وحكمة الشيوخ التي ارتضعها من ثدي الحياة منذ أن كان طفلا ...
وجد نفسه في موقف لا يحسد عليه بين أن يقول فيلتزم الأمر وهو صعبٌ عليه فيفرط في كلمته فيذهب رأس ماله وهي كلمته ... وبين أن يسكت ويقتله الألم وهو قد تشرب الألم وتعلم كيف يعيش في أحضانه ...
تعلم أن سكاكين الألم والحسرة أهون في نفسه من عذاب ضمير الكلمات التي لربما لو أطلقها فرط فيها وهي رأس ماله الكلمات ....
ففضل الألم وطعونه والحسرة وذيولها وتجرع المرارة في كأس الحرمان على أن يفرط بكلماته وهو من علية القوم نسباً وفضلا ..
هي الحياة لكل شيء فيها ثمن وكل بضاعة لها ثمن وماكان شريفاً كان ثمنه أكبر وأغلى وماكان وضيعاً كان للقلة اقرب ووللحقران أنسب ...
فله الله رب العزة والجلال يرزقه من حيث لا يحتسب ... فلربما كان الفرج قاب قوسين أو أدنى ولكن هي عادة الفرج دائماً متغلي ولابد له من صبر ومسايسة ...
============================== ============================== ===========
( الشريف الشرقي )
رجل أتى من الظل لا أعرفه ولكنه رجل سرعان ماتعشقه فلفظه ساحر .. ومكانته راقية .. وفنه فاخر ..
يستطيع بمقدرة لغوية عجيبة خلط العامية بالفصحى فتستسيغها ولا تنكرها .. مفوه ملك زمام الحروف .. تتبختر الحروف على شفتيه وكأنما لم تخلق إلا له ..
فكأني بالكمات قد صفت طابوراً عسكرياً على أطراف حنجرته لا تخرج إلا بنظام وإذا خرجت فإنها لا تنزل إلا في حصن منيع بداخل صدر قارئها ...
عجباً قرأت فمنذ زمن لم أصادف نابغة مثله لربما يعجب البعض ولكني معجب به جداً جداً ...
وأقول لمن يقرأ كلماتي مروا بمجلسه فإن الندماء هناك قد اجتمعوا ليشربوا من خمر كلماته فلها فعل ليس لغيرها .. واستمتعوا بها قبل أزيف رحيل صاحبها فإنها والله الجمال كله والمتعة التي لا تعلوها متعة 
============================== ============================== =
( خاسئاً وهو حسير )
هذه حال النظر إذا تفكر في خلق الله وتأمل في السماء والأراضين فلا يجد فطوراً (شقوق) ولا خطأ في الخلق بل كل شيء قد حسب بدقه ..
فلا الليل سابق النهار ولا النهار سابق الليل ...
ولو نظرت للقمر لوجدت أنه حسب بعده بدقه فلا هو أقرب ولا هو أبعد وإلا لحصلت كوارث عظيمة والشمس كذلك مثلها .. فسبحان الله
ولو نظرت لغيرها من مخلوقات الله كيف تعيش وكيف يعيش بعضها على بعض ولو نظرت لأي شيء في هذا الكون لوجدت حكمة وقدرة من العزيز الحكيم
وكل هذا الخلق والقوة وهذا الوجود لخدمة كائن واحد هو أعصى مايكون وأظلم مايكون وأعجل مايكون ...
لننظر لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم حينما أذن له أن يصف ملك واحد من الملائكة الذين يحملون العرش والعرش يختلف عن الكرسي فالعرش هو موضع قدمي الرب جلا وعلا يقول الله سبحانه ( ويحمل عرش ربك يومئذٍ ثمانية) المهم أذن الله للنبي صلى الله عليه وسلم بوصف ملك واحد وليس كله بل من شحمة أذنه إلى عاتقه فقال الرسول صلى الله عليه وسلم (إن بين شحمة أذنه وعاتقه خفقان طير خمسين ألف سنه) أو كما قال صلوات الله وسلامه عليه .... ياسبحان الله ..
تعال أخي نسترجع العظمة في الأمر : تخيل ملك واحد من ثمانية ملائكة يحملون موضع قدمي الرب جلا وعلا (العرش) هذه مسافة مابين شحمة أذنه وعاتقه ..
فكيف بالعرش بل كيف بالكرسي بل كيف بالجليل العظيم الواحد القهار ثم نأتي نحن ومن نحن لنعصي ذلك الجبار سبحانه في ملكه متنعمين بنعمته وتحت علمه لايخفى عنه شيء متجبرين معاندين ...
نسب العلماء ونؤذي المؤمنين نتجبر على أوامر الله ونتكلم بما لايليق بالله ولا بشرعه ونعاند ولربما نعرف الحق ونعاند لغاية في أنفسنا وشهوه وهوى ...
ما أحلم الله علينا وما أصبره
اللهم أغفر ذنوبنا ومعاصينا وأجبر كسرنا واحفظنا بحفظك ياربنا ...
أشكركم
تحياتي ...
============================== ===============
كتبه
ذيب السنافي
السبت الموافق
2/8/1427هـ