عرض مشاركة واحدة
قديم 27-12-2005, 07:50 PM   رقم المشاركة : 21
ابو ياسر




معلومات إضافية
  النقاط :
  الحالة :

 

افتراضي



الحلقة السابعة : في غرفة العمليات ومحاولة للهروب

كان الممر طويلا جدا أو خيل إلي أنه كذلك وكأنني أمشي في نفق بلا نهاية وصلنا أخيرا إلى منطقة العمليات وكانت عبارة عن (كاونتر) في الوسط وحوله ما يقارب العشر غرف كل غرفة تحيط بها ستارة تستر من بداخلها
كنت أتصور أن هذا المكان هو المكان الذي سوف تجري لي فيه العملية إذ كانت المرة الأولى التي أجرى فيها عملية في حياتي وكادت أن تكون الأخيرة كذلك وسوف تعلمون لماذا ؟!
كنت أعتقد أن الأشخاص الموجودين حولي هم من سيقومون بإجراء العملية لي وشعرت بالخوف عندما رأيت ملابسهم الخضراء.
اقترب أحدهم مني وأخذ يسألني بعض الأسئلة وهو يقوم بتعبئة نموذج كان معه .. بعد أن انتهى سألته متى سوف تجرون العملية فقال سوف يمر عليك الطبيب المختص بالتخدير ويجيب عن أسئلتك وتركني ومضى.
بعد قليل أتى طبيب التخدير وهو يرتدى نفس الملابس الخضراء وأخذ يفحصني ويقلب في يدي ورجلي ثم أخبرني بأني جاهز تماما لإجراء العملية
وأنني سوف أنتظر قليلا حتى يأتي دوري وسوف أدخل الغرفة أول ما يخرج المريض الذي قبلي..
انتظرت وأنا مستلقى على السرير وبدأت الهواجس والمخاوف تنتابني إذ راحت السكرة وجاءت الفكرة كما يقولون.
وبدأت أراجع نفسي وحساباتي وأنا أقول من الذي يجبرني على إتمام العملية؟! لماذا لا أقوم وأخرج من المستشفى وكفى الله المؤمنين القتال ؟! فمن يدري هل أرجع إلى بيتي سالما أو أرجع محمولا على الأعناق؟!
اتخذت قراري بالفرار وكدت آن أقوم لأنفذ ما فكرت به من صرف النظر عن إجراء العملية ولكن كان أمر الله قدرا مقدورا..
إذ أتى أحد الأشخاص ليخبرني أن دوري قد حل وأنني سوف أدخل بعد لحظات إلى غرفة العمليات..
دفعوني على نفس السرير ودخلت إلى غرفة العمليات وعندما رأيت الغرفة لأول مرة في حياتي أصابني هلع شديد كنت كالمقبل على الموت ولكن تأبى الأقدار أن تترك مجالا للتصرف أو التفكير.
وعندما أفكر الآن في تلك اللحظات العصيبة التي مرت علي وأنا في طريقي للموت أشعر بالقشعريرة تجتاحني اجتياحا فالمخاطر التي واجهتها فيما بعد كادت أن تتسبب في عدم إمكانية أن تقرؤوا باقي التفاصيل والتي سوف تتعرفون عيها بعد قليل .
طلبوا مني أن أنتقل إلى سرير آخر وضعوه بجانب سريري فزحفت وأنا ممسك بالغطاء الذي يسترني بكل قوة فالتفت إلي طبيب التخدير وقال :
هل تعلم أننا بعد أن نقوم بتخديرك سوف ننزع عنك كل هذه الملابس فأجبته قائلا إذا غبت عن الوعي فافعلوا ما بدا لكم طالما أنني لا أرى ولا اعلم!!
وضعوا على وجهي قناع الأوكسجين وطلبوا مني أن آخذ نفسا عميقا غبت بعدها عن هذا العالم وعن كل من حولي.


(يتبـــــع)







توقيع ابو ياسر
 
  رد مع اقتباس