الإحوة الأعزاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد حاولت تتبع اخبار الموضوع ..وبعد قراءة ما ورد في العديد من المنتديات استغربت من امر ما ورد فيها فبعد ان قرأت قرابة ما في عشر منتديات وجدت ان الموضوع هو نفسه تقريبا وكأن الأمر هو عبارة عن نسخ ولصق حرفيا من منتدى الى آخر ...وبعد ان توصلت الى نص قصيدة الصنوبري كاملة ،ساضعها لكم هنا لتكون النظرة اشمل واكثر دقة...
أحمد بن محمد بن الحسن الضبي (الصنوبري)
شجتك العيس
شجتك العيس حنت إثر عيسِ = ممارسة المَرَوْرَى المرمريس ِ
متى ما تهوِ إِحداها بسدْسٍ = هوت حرف مغيبةُ السَّديس ِ
لها من حيث ما وخدت لهيب = لهيبُ النارِ يلهبُ في يَبيس ِ
فللحسراتِ من خلفِ المطايا = قيامٌ من أميمٍ أو قريس
وما يطوي بساطَ الوصلِ شيءٌ = من الأشياءِ طيَّ العنتريس ِ
بهاجرةٍ من الجوزاء تحمى = بها المعزاءُ إِحماءَ الوطيس
يقودهُم دُرَخميناً ويحدو = توالِيَهُمْ حُداءَ الدردبيس
همُ خلعوا عنانَ قلىً جموحٍ = وهم ألقوا زمامَ نوىً ضَروس ِ
فلم تَدِ دختنوسُ لها قتيلاً = وأينَ دياتُ قتلى دختنوس
ولا لمس الغرام حشاي الا = تلقى ما التمست لدى لميس
وكيف يكونُ صبرُ المرءِ صبراً = إِذا لبس الرسيسَ على الرسيس ِ
لكلِّ هوىً دسيسٌ من سلوٍّ = وما لهوايَ هذا من دسيس
ونار الصب تذكو ثم تخبو = ونارُ صبابتي نار المجوس
ستبقيني لمن يبقى حديثا = عروض حديث طسم أو جديس
فتاة حبها للقلب سلم = ولكن دونها حرب البسوس
ترى شمساً مقنعةً بليلٍ = وخداً في غلالة خندريس
لقد حسُنَتْ كما حَسُنَتْ أيادي = أبي العبّاسِ في الدهرِ العبوس
أياد من أب بالشامِ أفضى = إِليه إِرثُها وأبٌ بطوس
أبا العباسِ سُوسُكَ حين تُعْزى = بنو العبَّاسِ سوسٌ أيُّ سوسِ
مخايلُ للرشيدِ عليك تبدو = نعمْ إِنَّ الثمارَ من الغُروس
لهم خلقُ الأسودِ ممثلاتٌ = على أمثال أخلاقِ التيوس
نداويهم بنجسِ الذمِّ عمداً = وكيف دواءُ ذي الداءِ النجيس *
أأبناءَ الخلافةِ من قريشٍ = وساسةَ أمرِ عالمنا المسُوس
ألَنْتُمْ من حُزون الدَّهرِ حتى = توهمْتُ الحزونَ منَ الوُعوس
فَقائسُ غيرِكُمْ بكمُ كأعمى = يقيسُ من العمى غيرَ المقيس
حييتَ لنا فكم أحييتَ مجداً = كمينَ الشخص في ظلَم الرموس
وكم أثْمنتَ للشعراءِ عِلْقاً = يُباعُ سِواك بالثمنِ الخسيس
لدن ظلت دنانير القوافي = ترد عليهمُ رد الفلوس
فثاب إليهمُ حِسُّ الأماني = ولم يكُ للأماني من حَسيس
ومَن تطمعْ ظنون البخلِ فيه = فها هوَ منك ذو ظنٍّ يبوس
لنحتُ الشعرِ للأعراضِ شرٌّ = على الأعراض من نَحْت الفؤوس ِ
محمد يا ابنَ أحمد أيّ شافي = نفوسٍ أنت من ظمأ النفوس
فأيُّ عقيدٍ نُعْمى بعد نُعْمى = تحلِّلُ عقْدَ بُوسٍ بعد بوسِ
على من ليس يغمسُ في هواكم = يديه حَنْثُ أيمانِ الغموس ِ
لقد أنِسَتْ بِعُرسكَ كلَّ أُنسٍ = قلوبُ الناسِ يا أُنسَ الأنيس
وعاد لباسُ نعمتها جديداً = وكان لباسُها عين اللّبيس
بنيتَ عليكَ قُبَّةَ آبنوسٍ = تتيهُ على قبابِ الآبنوس
تُطيلُ برأسها كبراً فتضحي = قبابُ الناس خاضعةَ الرؤوس
وقد أعرست فيها في عروس = فيا لكَ من عروسِ في عروس
كأَنَ العاجَ مبتسماً عليها = شموسٌ يبتسمنَ إلى شموس
كأنّ سماءها روضُ الأقاحي = تُفَصَّلُ بالعقودِ وبالسُّلوسِ
كأن غشاءها الملقى قناعٌ = على عيطاءَ بكرٍ عَيطَموسِ
معصفرةُ اللّبوسِ وآلُ حامٍ = نساؤهُمُ مُعَصْفَرَةُ اللبوس
كقينةِ مجلسِ حَسناءَ تعلو = على القيناتِ في حُسن الجلوس ِ
تُكْفّرُ من جوانبها الحنايا = كتكفير الشمامسِ والقسُوس
ويلقاها من البستان وَجْهٌ = يفلُّ ببشره وَحْشَ العبوس ِ
موازٍ بركةً خضراءَ أزرَتْ = بخضرةِ لونها لونَ السُّدوس
موشاةً جوانبُها بزَهْرٍ = أضرَّ بقيمةِ الوشي النفيس
وأعلامٌ من الأشجارِ تُنسي = خميسَ الرَّوع أعلامَ الخميس
يُطالِعُها مجالسُ طالعاتٌ = طوالِعُها بسرّاءِ الجليس
إذا أفلاكُها دارت فليست = لهنَّ كواكبٌ غيرُ الكؤوس
فكنتُ متى أقِس لا أَخشَ لَبْساً = إذا التبسَ القياسُ على القَيُوس
لئن رأَستْ لقد عَظُمَت وزادت = رياسَتُها بصاحبها الرئيس
بمخلوقِ الخلائقِ من سعودٍ = إذا خُلِقَ الخلائقُ من نُحوس
ومحترسِ السَّجايا بالعطايا = ولم يَحْرُسْكَ مثلُ ندىً حَروس
يبيسُ العزمِ عند الخصمِ يَفْري = شباهُ صفاةَ ذي العزمَ اليبيس
حبيسُ الوفرِ في جودٍ ومجدٍ = فيا لَلنَّاسِ للوفْرِ الحبيس ِ
وكالماءِ النُّقَاخِ لوارديِهِ = إذا وَرِدوهُ لا الماءِ المَسُوس ِ
إذا تبكي له الأقلامُ مدحاً = أطالَ بكاؤها ضِحْكَ الطُّروسِ
واعتقد ان الاخوة في قسم الشعر النبطي اقدر على الحكم كوني لا اعرف الكثير من مفرداتهم والتي لا اجدها في القواميس
ولكن كملا حظات عامة هناك تشابه في البدء بذكر النياق والعيس ونحن نذكر ان معظم المعلقات كانت تبدأ بالوقوف على الأطلاال...وهناك استخدام للكثير من المفردات التي تبدو لنا غريبة هذه الأيام و ردت في قصيدة الصنوبري ولكننا لا نستطيع ان نجزم انها استخدمت بذات المواقع....واذا وضعنا قاعدة (( ما ترك الأوائل مقولة لقائل )) فماذا يتبقى لنا في هذه الأيام لنتحدث فيه...
هناك تشابه كبير في صورة من صور الوصف
:- (( كقينةِ مجلسِ حَسناءَ تعلو = على القيناتِ في حُسن الجلوس )) في قصيدة الصنوبري
يقابلها في قصيدة ناصر الفراعنة :-
((وبالرغم من قصرها مايجالسها جليس = تصبح أطول نسوة الارض في وضع الجلوس))
وقول الصنوبري :-
(( فتاة حبها للقلب سلم = ولكن دونها حرب البسوس ))
قابلها الفراعنة بِ:-
(( سيدة هاك القصر أسمها الاول لميس = دونها سمر الحناجر بترها حد موس ))
لكن الصنوبري كان يمدح فتاة بمعى غير ما ورد في قصيدة الفراعنة والتي يقصد من وراءه امراً سياسيا يوضحه بيته التالي مباشرة :-
(( قسقسة لاحرارهم.قيس.قيس.قيس.قيس = والبستهم من مهانتهم انواع اللبوس ))
واعتقد انه قصد سيدة اجنبية تحتل مركزا سياسيا كبيرا.....
من حيث المبدأ يمكن ان نقول ان الفراعنة ربما يكون قد اطلع على قصيدة الصنوبري ..
لكني لا اعتقد ان الأمر وصل الى الحد الذي يصوره البعض من انه مسخ قصيدة الصنوبري...فالباحث في الشعر العربي سيجد من المتشايهات ما هو اكثر وضوحا مما بين قصيدة السيد الفراعنة والصنوبري ، ولم يتم التطرق اليها بمثل هذه الحدة..وانني اخشى من ان في الأمر غايات شخصية...وفي هذه الحالة فان افضل من يرد على هذه الحملة هو السيد ناصر الفراعنة نفسه..لأن المعنى عالبا ما يكون في بطن الشاعر...
كما قلت لا يمكن ان تكون وجهة نظري قطعية لسبب قلة خبرتي في الشعر النبطي فأرجو ان يتفاعل الإخوة شعراء النبطي مع الموضوع بابداء ملاحظاتهم وليس الاكتفاء بترديد ما ينقله فلان او علان....
وللجميع اطيب التحيات واعطر الأماني...وربما ستكون عودة بعد المزيد من الدراسة
أبو رائد