.
لا أعلم لم تبقي في ذاكرتي دائما لقطات من زمن طفولتي لا تزول
ومناظر تطبع في الذاكرة بتفاصيلها وفي كثير من الأحيان هذه الذكريات لا تتعدى كلمات أو تعبيرات وجوه أو أصوات أشخاص
ومن ضمن هذا الذكريات قصة (المترفدة)
فعندما يأتي زائرا إلى بيتنا في الساعة التاسعة صباحا في أيام الإجازات
..أقوم مضطرا ومتثاقلا لأفتح الباب أجد أمامي أشخاص بأشكال لا أستطيع وصفها بالأناقة ولا الابتذال لكني اجزم أن أشكالهم غريبة على عيني
وكنت أوقظ أبي من النوم فيذهب لمقابلتهم ويدخل معهم في اجتماع مغلق في الغالب وبعد نصف ساعة يخرجون
فأبادر أبي بسؤال (ابوي من؟)
فيُجيبني وعلى وجهه علامات الامتعاض (مترفدة)
وكنت أهز رأسي وكأني فهمت ما قال..
وتمر السنين ويتكرر نفس السيناريو السابق وكنت أسأل نفس السؤال ويجيبني أبي نفس الإجابة
عندما كبرت فهمت من هم هؤلاء المترفدة.. ولمَ أبي دائما يخرج من عندهم ممتعضا
إنهم أشخاص يأتون ويخيرونك بين أمرين إما أن تعطيهم مالا لأنهم يدعون أن جائحة قد أصابتهم أو يبقون حتى يحين موعد الغداء فيكلفك الغذاء أكثر من المال الذي يطلبون!!!
وأنا هنا لا أشكك في كرم أبي وحرصه على مساعدة المحتاج لكني أعجب من أساليب هؤلاء الأدعياء في أخذ المساعدة بقوة قانون العادات القبلية
قد تتساءلون ما علاقتنا نحن بهؤلاء المترفدة أو لمَ تتحدث عنهم الآن
أقول لكم ما كان يحدث لأبي حدث قبل يومين لأبونا جميعا!!
وهذا المرة المترفد شخصية معروفة بالاسم
ومن الغريب أن المترفد اليوم يختلف عن مترفد السابق فهو لا يخيرك بين الدفع أو الغداء
بل بين الدفع أو الدفع!!
أهلا براون
أهلا بالانجليزي المترفد
.