متى ستأتي يا(عربي)
بحثتُ عنك فلم أجدك يا عربي...
في الشوارع وفي البيوت...
حتى الأعتابَ...
أيها القادمون من هناك...
هل نسيناكم أم أننا على ذكراكم
نغلق الأبواب...
أيها الأعرابيون أيها المارون في بلد
الزيتون...أمجدنا عندكم؟
أم أننا كنا نلاحق السرابَ...
أيها العربي يا حلماً سكننا..
أيها العربي انظر كيف صرنا
عندهم ذبابا...
أين أنت...أين صلاح وأين يوسفٌ
كلَ يومٍ ننعي شهيداً ومجزرةً
كل يومٍ نأكل الذلَ مع الخبزِ
ونشرب اليأس والاكتئاب...
وكل يومٍ نبحثُ عنك يا عربي...
في الأزقةِ والمساجد...
ضعنا وضاعت أحلامنا...
ولا نعرفُ لرجوعنا أسبابا...
تمشي فلا تجدُ سوى أشلاء طفلةٍ حلمها
دميةٌ وألعابا...
و أشلاء شيخٍ ينادي للصلاةِ ويدعو الرب
عَل دعائه أن يستجاب...
كلهم بحثوا عنك يا عربي...
كلهم انتظروك..ولكن ما فلحوا يوماً
كأنك أنت الذي ستحرر الأعراب...
صرنا وجوهاً لا مكان لها...
وحلمهم أن يجعلوا منا ترابا...
انقرض زمانك يا صديقي وإن يكن...
فلسنا نلقي عليك اللوم والعتاب...
كثيرةٌ هي القصص التي حكيت لنا عنك
نراك كأنك أنت الذي ترويها...
كمن قصةٍ من خلف الأسوار نحكيها
كمن قصةِحب في عيوننا نخفيها...
أين أنت يا عربي...أضعت كما ضاعت
كل البلاد...أم أنك صرت مثلنا وجها باردا
لا يعرف أشواقه من الخوف أين يخفيها...
أكلنا أحذيتنا من الحزنِ...
فلمَ الأحزان نطبعها على الجدران
وفي العيون نبقيها...
انظر...حتى السحاب قد تخلى عنا...
ولم يرى أي أرضٍ يرويها...
فالأرضُ كلها ملكهم...فكيف أنت تنجيها...
يا صديقي...كيف أنت تنجيها...؟
فتاةٌ ككلِ الفتيات تحب أن تلعب
بألعابها وتنقيها...
فتاةٌ أحبت بيتها وأمها وأبيها...
ويوما ككل الفتياتِ كانت ملقية
على الأرضِ تبكي والدماء غطت كاحليها...
تنادي أمها فلا تجيبُ...
تنادي أباها فلا يجيب...فمن أين الفرح يأتيها..؟
إنهم يا صديقي...وحوشٌ بل حتى الوحوش
تلينُ لمن يراعيها...
إن تسألني من نحنُ...نحنُ من أكلنا الذل...
نحنُ من ينخر اليأسُ فينا حتى النخاع...
نحن من اغتررنا بأنفسنا وأخذتنا عزتنا فيها...
يا عربي...متى ستأتي وتفك قيودنا...
كأنك أنت الذي ستحرر الأرض وما عليها...
يا صديقي...إن كنت ستأتي يوماً...فاعلم أننا
كنا نعيش على حلمٍ اسمه أنت...
تذكرأننا كنا هنا ككل العرب ننتظركَ..
ونحلمُ بك...كأنك أنت الذي ستنجيها...
بحرٌ في قلوبنا فاض حتى ملأ البيوت
ولم يرويها...
كلهم يا عربي...قد بحثوا عنك...
كلهم قد أفنوا حياتهم ليجدوكَ...
كأنك أنت من سيحييها...
كنا قوماً أصحاب أمجادٍ تطولُ الجبال
أما الآن...احترنا الأمجاد من أين نأتيها...
كنا قوما نرضع الوطن مع اللبن...
والآن صرنا على أوطاننا النفس نعزيها...
أمواتُ القلوب نحنُ...بل قلوبنا
قتلت بماضيها...
متى ستأتي وترى أوطاننا التي ذبحت..
إن كنت تحصيها...
إن كنت تحصيها...