الإنترنت اشبه ما يكون بمجلس تلتقي فيه بكل الفئات ، فمن ارتحت له ، جلست بجانبه وتبادلتم اطراف الحديث
والإنسان بطبعه كائن اجتماعي ، لايمكنه ان ينعزل عن بقية الناس ، حيث يحس داخلي برغبى أكيدة للإلتقاء
بهم ، واللقاء المباشر ، مثلما له فوائده فله مضاره ، لذلك ، كان الإلتقاء خلف اسم مستعار ،وخلف الكيبورد ،
مما قلل نسبة القلق والخوف من نتائج الحديث مع الأطراف الأخرى... هذا الإلتقاء ضرورة للإنسان ، اما للترفيه
او للتنفيس عما بداخله من امور يومية ضاغطة على نفسه ... وبالتالي فالمتزوجات هن اكثر حاجة من غيرهن ،
فبدون التنفيس والترفيه ، تتراكم المشاعر السالبة التي قد تنفجر في وجه اقرب الناس وهو الزوج او الأولاد ،
فتكون عواقبها وخيمة ، لذلك فعلى المتزوجة ان ترتب اوضاعها بحيث تتفرغ لنفسها ساعات قليلة ، فإن لنفسك عليك حق..
من ناحية اخرى فالإنترنت مناسبة جدا لكبار السن ، فهذه امرأة كبروا اولادها وبناتها وانشغلوا عنها ، ولابد
من ايجاد البديل ، وهذا رجل تقاعد من عمله ، وكان الإستقاظ كل يوم في الصباح الباكر ليمارس عمله ، وفجأة يجد أن برنامجه اليومي تلخبط ، واصبح الفراغ لديه كبيراً ، فإن لم يشغل نفسه بالإنترنت وما في حكمها ، فسيجد
انه يبدأ الإنشغال في التدقيق على من في بيته ، والتدخل في امور ينبغي أن لايتدخل فيها ، فيحول البيت جحيما لايطاق ..
ومثلهما في ذلك مثل الإنسان المعاق بدنيا ، فالإنترنت وسيلته الوحيدة للإتصال بالعالم الخارجي ، في تبادل
مستمر ، فيهو يأخذ ويعطي ، وليس مثل التلفاز يأخذ منه ولا يعطيه فتقل اهمية الإتصال ، ولايستطيع التنفيس
الذي هو ضرورة كلما تراكمت الهموم والأشجان ..