[علي إدريس الغانمي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إبتهال الجنوب

بسم الله الرحمن الرحيم

ركبتُ البحر أعواما وأعواما من العمر
وصارعت أمواجا وأهوالا من الغدر
نسيت أشياء عزيزات على النفس
قد قالوا :
ـ ( إن البحر في حال من العشق
يرسل الأشواق أمواجا إلي الشط )
لا ..
البحر تُبلي أمواجه الشطآن بالنحت
هو يجهل الأشواق والتحنان
يجهل ثورة العشق ..

*****
رأيتُ هناك صيادا في صورة الجنِ
يسامر الحيتان ..
على صفحة البحر .. يمشي واثق الخطو
التقت عينه عيني ..
ما أرهب الوهج
وارتني موجة عنه
فسجدت أحمد الرب
أحال الموج في عيني لأطياف من الجن
صار الموج يفزعني
فغادرت على مضض يؤرقني
و على عينيَّ أطلال من وهج عينيه
ترجُف القلب .. تلاحقني
آه ما أقسى فرقة البحر
ما كانت جميع أيامي أهوالا
صراعات من الغدر
ما أبهى الليل حين طلّة البدر
طلاوة تسري كالسحر بالنفس
و نسائم رقراقة فواحة العطرِ
حسبتها رياحينا من الخلد

******

مهلا .. مهلا ..
هاهي الأرض ثابتة .. و الأيام بها تجري
كل يوم آت يصافحني
و إذا ما حلَّ ظلام الليل
برفق حان ٍ يودعني
هنا ما أطيب العيش
اسكني .. قرّي يا نفسي
لننسى ..
تعالي لنغرق قارب البحر
فإنها الأقدار جذبتني لموج البحر شدّتني
و هي الأقدرا .. بإذن الله ردّتني
أعادتني إلى البر ..
ــــــــــــــــــــــــــــــ
إبتهال الجنوب

ركبتُ البحر أعواما =وأعواما من العمر
بيت صحيح من الهزج (مفاعيلن مفاعيلن)

وصارعت/5 أمواجا =وأهوالا من الغدر
على نفس المنوال ينقصه حركة متحركة وأخرى ساكنة كما هو مبين
ويمكن يكون في مفاعيلن زحاف فتصير مفاعلن (بحذف الياء الساكنة).او مفاعي (بحذف اللام المتحركة والنون الساكنة). ولكن هنا حذفت النون من التفعيلة الأولى والميم من التفعيلة الثانية وهذا لا يصح .كشعر موزون.

نسيت أشياء عزيزات على النفس
لو قلتِ:
نسيت اليوم أشياءً =عزيزاتٍ على النفسِ
لاعتدل الوزن وعلى نفس النموال

قد قالوا :
ـ ( إن البحر في حال من العشق
لو قلتِ:
وإن البحر يا نفسي= لفي حالٍ من العشقِ
لصح البيت

يرسل الأشواق أمواجا إلي الشط )
لو قلت:
ويرسل موجهو حقا= بأشواقٍ إلى الشطِ
(يكون هنا إشباع في الهاء "جائز" ويكون البيت صحيح)

لا ..
البحر تُبلي أمواجه الشطآن بالنحت
لو قلت:
(ولا تبلىي لك الأموا=ج شطآنا من النحتِ) صح الوزن

هو يجهل الأشواق والتحنان
يجهل ثورة العشق

لو قلت:
( ويجهل ثورة الأشوا=ق والتحنان والعشقِ)لصح البيت


ولي عودة للقسم الثاني

تقبلي خالص تحياتي أيتها الغالية