[عرق الماس]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد اسماعيل الرفاعي

زرت بلدتي ومسقط رأسي في أقاصي شمال السودان ( دويم وحاج - مركز مروي ) فرأيتُ ما يجسِّد قوله تعالى ( وبئر معطّلة وقصر مشيد ) فبكى مدادي على الورق :-

رغم الكهـارب والظلـت ، برضــو الكـآبة معشعشة
والناس بترقد تِدَمِس، يوماتي من بعد العِشــا
عدد البيــوت ضِعْف البشــر، والناس وجودك بِدْهِشـة
داك الجـريد صفّر يِبِس وأطلالو صِبْحَتْ موحِشة
ما هو البحر ساكِن لَبَت يترآى ليك زي الظلت ، لافيهو حِس لا وشوشة
أطيارو تبكي وتنتحب ، عطشانة تندب حظّها ،فترانة ما بتقدر تطير،
ترجاكا راقده مكرفسة
شوف عيني ييداك النمل ، أسيان يفتِّش في الأرض كايسلو حاجه يدسدِسة
باره التقانت بالصفوف يبحت دروبها يفتِّشه
وإنت الغريب ، تاكل الأسى وتجتر حناضلك تقرشة
والجايي مهموم بالحُكُم .. شيَّد نوادي وهندسة
مباني في أفخم طِراز ، وأسوارا حلوه مزركشة
شوف عيني يا خِلّي العزيز حتى المكاتب كندشه
وكأنّو ما شايف الإرض الكايسه زولاً ينبشه
وكأنّو ما بيعرف يشيد للعِلم يعمل مدرسة
وكأنّو ما عارف البلد فيها العطاله مكدّسه
ما همو بارد ومتبسط ، تريان ولا جرب يجوع
إحساسو مدفون في القصر ، عادم الضمير والإختِشا
والناس مؤملا في السراب، بارياهو شقيش ما مشى
حلمانة عاصِره همّها ، راجياهو يرفع غُبْنَها
يدِّيها حاجه تقرمِشه
مسكينة عايشة علي أمل ، بكره بتفيق من حِلمها
لامِن عصابتوتدشدِشه
ما خِبره في قطع اللسان من كان بقود الترجمان
والحكمة خريج هندسة

حضرة الشاعر محمد..

مشاركة تحاكي الذكريات

جعلتنا نحلق معك في ذاكرتك..

تسلم يدك..مشاركة جزلة كما عودتنا دائما,,